الرئيسية » تأخر المشي عند الأطفال
تحرص كل أم على مراقبة نمو صغيرها وتطوره منذ اللحظة الأولى للولادة، وتأخر المشي عند الأطفال من الأمور التي تقلق نسبة كبيرة من الأمهات، خاصةً إذا كان أشقاء الطفل أو أقرانه قد بدؤوا في المشي في عمر أصغر، وحتى لا تقلقي عزيزتي فإن التطور الحركي يختلف من طفلٍ لآخر، وقد تظنين أن طفلك متأخرًا لكنه يسير وفقًا للمعدل الطبيعي للتطور، لذا عليكِ فقط متابعة نمو طفلك من خلال مخططات النمو القياسية، أو مع طبيب الأطفال
أسباب تأخر المشي عند الأطفال:
عادةً ما يستطيع الطفل سحب نفسه ليقف في عمر ما بين 6 إلى 10 شهور، ويستطيع أن يمشي مستندًا إلى الأثاث وربما يستطيع المشي بدعم أحد أبويه في عمر ما بين 7 إلى 13 شهرًا، لاحظي أنه ينبغي ألا تجبري طفلك على المشي في وقتٍ مبكر، ويبدأ الطفل المشي بمفرده في عمر ما بين 11 إلى 14 شهرًا، ومن عمر 14 شهرًا يستطيع معظم الأطفال المشي منفردين،
ولاحظي دائمًا أنه يوجد اختلاف كبير من طفل لآخر في تعلم المشي، وهذا لا يعني وجود مشكلة فربما يتأخر طفلك عن أقرانه فى نموه أو تطوره، ولكنه ما زال طبيعيًا، فمثلًا إذا لاحظتِ أن طفلك بلغ 18 شهرًا من عمره ولم يمش بعد، فهذا الأمر غير معتاد ولكنه طبيعي،
وربما يكون مؤشرًا إلى وجود مشكلة معينة نتيجة عوامل أسرية وبيئية مثل:
– لم تعطيه الفرصة أو تشجعيه على ممارسة المشي.
– إذا كان جميع أفراد الأسرة دائمًا مشغولين عن الطفل، ويتركونه فترات طويلة في مشاية الأطفال، فيعتاد الطفل أن يرتكز على أصابع قدميه، لذا فعديد من الخبراء ينصحون بعدم استخدام مشاية الأطفال التي يمكن أن تسبب تأخر مشي الطفل عكس ما يظن كثيرون.
– عدم وجود حافز للطفل على المشي، فمثلًا الطفل الذي تحمله أمه كثيرًا أو تأخذه معها إلى كل مكان، فكل ما يحتاج إليه يصل إليه، ما لا يجعل لديه حافزًا لممارسة المشي، لذا فعليكِ دور كبير في تشجيع طفلك على تطوير مهارات المشي لديه.
– أحيانًا يتأخر الطفل في المشي نتيجة زيادة وزنه أو زيادة نشاطه، فيجد صعوبة في الحفاظ على توازنه.
– قد يتأخر الطفل في المشي نتيجة وجود مشكلة بفخذه.
– في بعض الأحيان يكون تأخر الطفل في المشي مرتبطًا بتأخر تطوره عمومًا، فمثلًا قد يكون مؤشرًا إلى التخلف العقلي وغيرها من الاضطرابات
متى يحتاج تأخر المشي عند الأطفال لاستشارة الطبيب؟
كما ذكرنا قد يكون تأخر الطفل في المشي طبيعيًا ولكن هناك بعض الحالات التي تشير إلى أن تأخر الطفل في المشي ليس طبيعيًا ويرتبط بمشكلة صحية تحتاجين معها إلى مراجعة الطبيب لتلقي العلاج الطبي اللازم، وهذه الحالات تشمل:
– إذا لم يمشِ طفلك حتى سن 18 شهرًا.
– إذا كان طفلك يمشي فقط على أصابع قدميه.
– إذا كانت لديكِ مخاوف من وجود مشكلة معينة في قدم طفلك أو ساقه.
– إذا لاحظتِ أن حركة طفلك تختلف من جانب لآخر، أو من ساق لأخرى.
وغالبًا ما يقيّم الطبيب حالة طفلك بعدة خطوات منها:
– الفحص الطبي، بما في ذلك الفحص العصبي وتقييم مرونة مفاصل الطفل وقوة عضلاته.
– فحص النمو الحركي لدى طفلك، بمقارنة المشي لديه مع باقي المهارات الحركية الأخرى، للتأكد من استمرارية النمو الحركي لديه.
– إذا لم يجد الطبيب سببًا لتأخر المشي لدي طفلك، يوصي ببعض الألعاب التحفيزية لتحفيز طفلك، وتشجيعه على المشي.
– إذا لم يحصل على النتيجة المطلوبة، فربما يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي وقد يحتاج للتدخل الجراحي في بعض الحالات مثل العيوب الخلقية في الساق
كيفية تدريب الطفل على المشي:
أول مرة يمشي فيها طفلك من الذكريات السعيدة في حياتكِ كأم، ومن المهم عزيزتي أن تشجعي طفلك على المشي فكما ذكرنا عدم وجود حافز قد يسبب تأخر المشي عند الأطفال، وحاولي تجنب استخدام المشاية على قدر الإمكان واحرصي على تدريب الطفل على المشي بنفسك فذلك من شأنه أن يطور مهاراته الحركية، ويوطد الروابط بينكما لأنه يشعر بالأمان لوجود جانبه، ما يشجعه على المشي، وفيما يلي سنشرح لكِ بعض الخطوات لتدريب الطفل على المشي:
– أبقي الطفل عاري القدمين: لا تجعلي الطفل يرتدي حذاءً أو جوربًا في أثناء تدريبه على المشي، إذ يشير أطباء الأطفال أن مشي الطفل عاري القدمين يجعله يستشعر الأرض ويحافظ على توزانه.
– ضعي هدفًا للطفل: إذا رأى الطفل لعبة بألوان زاهية أو طبق من الفواكه المفضلة له، فسيحفزه هذا كثيرًا على المشي، لذا ضعي لعبة على بعد بضع خطوات منه بحيث يمكنه رؤيتها ويتشجع للوصول إليها.
– علمي الطفل خطوات المشي: قبل التدريب الفعلي على المشي علمي الطفل الوقوف والجلوس والوقوف مرة أخرى، حتى يتمكن من رفع نفسه عند الوقوع وهو أمر متوقع في محاولات المشي الأولى. لذا في البداية أمسكي ذراعي الطفل وارفعيه لأعلى حتى يقف، ثم اخفضيه حتى يجلس ثم ارفعيه مرة أخرى، وكرري الأمر يوميًا حتى يتمكن من الاستناد عليكِ أو على قطعة من الأثاث ويقف بمفرده.
– التدريب على المشي: ستحتاجين في البداية إلى الإمساك بذراعي الطفل ولكن لا تسحبيها بقوة فتؤذي ذراعيه، كذلك لا يجب رفع الطفل من على الأرض فالغرض من التدريب أن يستند الطفل على قدميه ويحركهما حتى يتمكن من السير، ثم برفق ارجعي خطوة إلى الوراء وانتظري حتى يحرك الطفل قدميه وتحلي بالصبر فقد يحتاج الأمر منه بعض الوقت واكتفي بخطوات قليلة في المرة الأولى حتى يصل للعبة أو الهدف الذي وضعتيه له.
– رتبي الأثاث: بعد أن يتمكن الطفل من المشي معكِ حان الآن تدريبه على المشي بمفرده، لذا حاولي إزالة الأشياء التي قد تعرقل سيره، واجعليه يستند إلى أريكة ليقف ثم اتركيه ليسير بجانبه مستندًا إلى الأثاث وبالطبع سيسقط عدة مرات وسيحاول الوقوف بنفسه، اتركيه يحاول بمفرده ولكن راقبيه حتى يتمكن من المشي جيدًا مستندًا، وبعدها سيحاول الطفل الوقوف بمفرده والمحافظة على توزانه والسير بمفرده
في النهاية فإن تأخر المشي عند الأطفال ليس أمرًا مقلقًا طالما أن المهارات الحركية الأخرى لدى الطفل تتطور في معدلها الطبيعي، ومع ذلك إذا شعرتِ بفطرتكِ كأم أن الطفل لديه مشكلة تسبب تأخره فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال للاطمئنان ولأخذ الخطوات المناسبة للعلاج.